التحليل الأيقونولوجي للوحات هيرونيموس بوش بين الميتافيزيقا والتحليل النفسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التربية الفنية، كلية التربية النوعية، جامعة بورسعيد

المستخلص

تشكل لوحات فنان عصر النهضة الشمالية هيرونيموس بوش (1450-1516م)، ولا سيما اللوحات الثلاثية لغزاً لأجيالٍ من نقاد الفن والباحثين بعد ما يقارب الثلاثة قرون من وفاته، وبالرغم من أنها تمتاز بقدرٍ عالي من الأكاديمية، فهي تجسد أفكاراً غير واقعية نابعة من الخيال وكوامن اللاشعور. وقد اشتهرت لوحاته بتصويرها الرائع للمشاهد الرمزية المستمدة من بيئته، وللمفاهيم الدينية الأصلية. والأكثر شهرة من ذلك هو تصويره المثير للجنة والجحيم في عالم يقع خلف عالم اللاوعي عناصره متناقضة تجمع بين الغرابة والمفاجأة واللامألوف، وهو ما يمكن تفسيره من خلال التحليل النفسي للفن الذي يركز على العناصر الشعورية واللاشعورية التي أثرت على الصورة الفنية عنده واكتشاف الفكرة وراء الرموز والأشكال المجازية، لأن الفن وسيلة لتحقيق الرغبات في الخيال، وخاصة البيولوجية التي أحبطها الواقع، ففن بوش بمثابة منطقة متوسطة بين عالم الواقع الذي يحيط بالرغبات غير المشبعة. كما تمتاز أعماله أيضاً بالطابع الميتافيزيقي، وتعتمد على الإيمان بما وراء الواقع والإلغاء التام لما هو حقيقي وعقلاني، فصارت المشاهد المفعمة بميتافيزيقيا الحدث في لوحاته، تهدف إلى التزام أساليب تعطيها منفذاً لداخل اللاوعي، وفرصة لمزج عناصره مع الصورة الأكثر كشفاً للوعي، ومع العناصر الشكلية للأنواع الأكثر فهماً للفن، مثل الرمزية والتعبيرية والميتافيزيقية فهي تقدم صوراً مركبة ميتافيزيقية عن طريق دمج الكائنات وجمعها في بنى غريبة. ومن خلال ما سبق يتبني البحث مفهوم أن التحليل الأيقونولوجي برؤية نقدية ميتافيزيقية وسيكولوجية، كصلة بين الشيء وصورته، وعلى أساس استقصاء معرفي للدال والمدلول لتلك الأعمال المحملة برؤى تتجاوز حدود الواقع الذي يصل إلى مناطق الرؤية الميتافيزيقية فوق الواقع.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات